الأحد، 31 أكتوبر 2010

الحجيج يقع في بعض الاخطاء...

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فيا أيها القارئ الكريم إن الحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات؛ لأنه أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمدًا ، والتي لا يستقيم دين العبد إلا بها
والعبادة لا يستقيم التقرب بها إلى الله ولا تكون مقبولة إلا بأمرين
الأول الإخلاص فلا يَتَعَبَّدُ العبد إلا وهو يبتغي وجه الله، لا رياءً ولا سمعةً
الثاني المتابعة فيتابع رسول الله بأن يتأسى الإنسان في عبادته بالرسول والدليل على ذلك من كتاب الله ومن سنة رسول الله قال الله عز وجل لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِر الأحزاب ، وقال تبارك وتعالى قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ آل عمران وقال جل وعلا وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ البينة ؛ فإن حنفاء بمعنى غير مائلين يمينًا ولا شمالاً هذا هو المتابع ولهذا نجد الرسول يقول للناس «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ» مسلم
فإذا اختل واحد من هذين الشرطين؛ فإن العمل يكون باطلاً مردودًا على صاحبه كائنًا من كان
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ» متفق عليه
ولا شك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له ويحرص عليه، هو ما يتقرب به إلى الله من الطاعات هل وافق فيه مراد الله وتابع فيه رسول الله أم لا؟
لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى السُّنَّةِ وَالاتِّبَاعِ لا عَلَى الأَهْوَاءِ وَالابْتِدَاعِ، وَإِنَّمَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمَا شَرَعَ لا يُعْبَدُ بِالأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَالَ تَعَالَى أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ الشورى آية اهـ «مجموع الفتاوى»
وإن بعض المسلمين هداهم الله ووفقهم يفعلون أشياء في كثير من العبادات غير مبنية على كتاب الله وسنة نبيه ، ولاسيما في الحج الذي كثر فيه المقدمون على الفتيا بدون علم، وسارعوا فيها حتى صار مقام الفتيا متجرًا عند بعض الناس للسمعة والظهور، فحصل بذلك من الضلال والإضلال ما حصل، وأكثر الأخطاء من الحجاج ناتجة عن هذا أعني عن الفتيا بغير علم وعن تقليد العامة بعضهم بعضًا دون برهان
ونحن نبين بعون الله تعالى السُّنة في بعض الأعمال التي يكثر فيها الخطأ مع التنبيه على الأخطاء، سائلين الله أن يوفقنا، وأن ينفع بذلك إخواننا المسلمين، إنه جواد كريم انظر أخطاء يرتكبها بعض الحجاج لابن عثيمين بتصرف
الإحرام

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَقَّتَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ وَقَالَ «هُنَّ لَهُمْ وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ» متفق عليه ، ولقد سئل أمير المؤمنين عُمَرَ رضي الله عنه عن مشقة الوصول للميقات، فقَالَ «فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ» رواه البخاري فجعل أمير المؤمنين ميقات من لم يمر بالميقات إذا حاذاه، ومن حاذاه جوًّا فهو كمن حاذاه برًّا ولا فرق
فهذه المواقيت التي وقَّتها رسول الله حدود شرعية توقيفية موروثة عن الشارع لا يحل لأحد تغييرها أو التعدي فيها، أو تجاوزها بدون إحرام لمن أراد الحج والعمرة، فإن هذا من تعدي حدود الله، وقد قال الله تعالى وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ البقرة ، فالإحرام من هذه المواقيت واجب على من أراد الحج أو العمرة إذا مر بها أو حاذاها، سواء أتى من طريق البر أو البحر أو الجو

والخطأ الذي يرتكبه بعض الناس أنهم يمرون فوق الميقات في الطائرة، ثم يؤخرون الإحرام حتى ينزلوا في مطار جدة، وهذا مخالف لأمر النبي وتعدٍّ لحدود الله تعالى
فإذا وقع الإنسان في هذا الخطأ فنزل جدة قبل أن يحرم؛ فعليه أن يرجع إلى الميقات فيحرم منه، فإن لم يفعل وأحرم من جدة؛ فعليه عند أكثر العلماء فدية يذبحها في مكة، ويفرقها كلها على الفقراء فيها، ولا يأكل منها ولا يهدي منها لغني؛ لأنها بمنزلة الكفارة
الطواف

ثبت عن النبي أنه ابتدأ الطواف من الحجر الأسود في الركن اليماني الشرقي من البيت، وأنه طاف بجميع البيت من وراء الحِجر وأنه رمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط في الطواف أول ما قدم مكة
وأنه كان في طوافه يستلم الحَجر الأسود، ويقبله، واستلمه بيده وقبَّلها، واستلمه بمحجن كان معه وقبَّل المحجن وهو راكب على بعيره، وطاف على بعيره فجعل يشير إلى الركن يعني الحَجر كلما مر به وثبت عنه أنه كان يستلم الركن اليماني
واختلاف الصفات في استلام الحَجر إنما كان والله أعلم حسب السهولة، فما سهل عليه منها فعله، وكل ما فعله من الاستلام والتقبيل والإشارة إنما هو تعبُّد لله تعالى وتعظيم له، لا اعتقاد أن الحَجر ينفع أو يضر، ففي الصحيحين عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِىَّ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ» متفق عليه
والأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في الطواف تنقسم إلى فعلية وقولية
الأخطاء الفعلية

ابتداء الطواف من قبل الحَجر، أي من بينه وبين الركن اليماني، وهذا من الغلو في الدين
طوافهم عند الزحام من داخل الحِجر، وهذا خطأ عظيم لا يصح الطواف بفعله؛ لأن فاعل ذلك في الحقيقة لم يطف بالبيت، وإنما طاف ببعضه
الرمل في جميع الأشواط السبعة
 
المزاحمة الشديدة للوصول إلى الحَجر لتقبيله، حتى إنه يؤدي في بعض الأحيان إلى المقاتلة والمشاتمة قال تعالى الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ البقرة
اعتقادهم أن الحَجر نافع بذاته، ولذلك تجدهم إذا استلموه مسحوا بأيديهم على بقية أجسامهم، أو مسحوا بها على أطفالهم الذين معهم، وكل هذا جهل وضلال، وقد سبق قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه
استلامهم أعني بعض الحجاج لجميع أركان الكعبة، وربما استلموا جميع جدران الكعبة وتمسحوا بها، وهذا جهل وضلال، فإن الاستلام عبادة وتعظيم لله عز وجل فيجب الوقوف فيها على ما ورد عن النبي
الأخطاء القولية

تخصيص كل شوط بدعاء معين لا يدعو فيه بغيره، ولم يرد عن النبي في الطواف دعاء مخصص لكل شوط قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «وَلَيْسَ فِيهِ يعني الطواف ذِكْرٌ مَحْدُودٌ عَن النَّبِيِّ لا بِأَمْرِهِ وَلا بِقَوْلِهِ، وَلا بِتَعْلِيمِهِ بَلْ يَدْعُو فِيهِ بِسَائِرِ الأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ، وَمَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِن النَّاسِ مِنْ دُعَاءٍ مُعَيَّنٍ تَحْتَ الْمِيزَابِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَلا أَصْلَ لَهُ» مجموع الفتاوى
وعلى هذا فيدعو الطائف بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، ويذكر الله تعالى بأي ذكر مشروع من تسبيح أو تحميد أو تهليل، أو تكبير، أو قراءة قرآن
أن يجتمع جماعة على قائد يطوف بهم ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع، فيتبعه الجماعة بصوت واحد؛ فتعلو الأصوات وتحصل الفوضى، ويتشوش بقية الطائفين فلا يدرون ما يقولون
الركعتان بعد الطواف

ثبت عن النبي أنه لما فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً البقرة فصلى ركعتين والمقام بينه وبين الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى الفاتحة و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثانية الفاتحة و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مسلم
والخطأ الذي يفعله بعض الناس هنا
ظنهم أنه لا بد أن تكون صلاة الركعتين قريبًا من المقام، فيزدحمون على ذلك ويؤذون الطائفين، وهذا الظن خطأ، فالركعتان بعد الطواف تجزئان في أي مكان من المسجد
زيادة بعض الحجاج على الركعتين
جلوسهم للدعاء بعد أداء الركعتين، وهو لم يرد عن الرسول ويسبب الضيق والزحام
الصفا والمروة

ثبت عن النبي أنه حين دَنَا مِنْ الصَّفَا قَرَأَ إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ثم رَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَقَالَ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، فقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ ماشيًا حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي وهو ما بين العَلَمين الأخضرين سَعَى حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا تجاوزهما مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا مسلم
والخطأ الذي يفعله بعض الساعين هنا
أنهم إذا صعدوا الصفا والمروة استقبلوا الكعبة فكبّروا ثلاث تكبيرات يرفعون أيديهم ويُومِئُون بها كما يفعلون في الصلاة ثم ينزلون، وهذا خلاف ما جاء به النبي
أنهم يسعون من الصفا إلى المروة، أعني أنهم يشتدون في المشي ما بين الصفا والمروة كله، وهذا خلاف السنة، فإن السعي ما بين العَلَمين فقط والمشي في بقية المسعى
يسعى بعضهم وهو مضطبع، والسنة أن الاضطباع في طواف القدوم أو العمرة فقط
الوقوف بعرفة

ثبت عن النبي أنه مكث يوم عرفة بنمرة حتى زالت الشمس، ثم ركب ثم نزل فصلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثم ركب حتى أتى موقفه فوقف وقال «وَقَفْتُ هَا هُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» مسلم فلم يزل واقفًا مستقبل القبلة رافعًا يديه يذكر الله ويدعوه حتى غربت الشمس وغاب قرصها فدفع إلى مزدلفة
والأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في عرفة
أنهم ينزلون خارج حدود عرفة، ويبقون في منازلهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون منها إلى مزدلفة من غير أن يقفوا بعرفة، وهذا خطأ عظيم يفوت به الحج، فإن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به، فمن لم يقف بعرفة في وقت الوقوف فلا حج له لقول النبي «الْحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ» صحيح الجامع
أنهم ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس؛ وهذا حرام لأنه خلاف سنة النبي حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها، ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية
أنهم يستقبلون جبل عرفة عند الدعاء، ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة؛ فإن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي
رمي الجمرات
ثبت عن النبي أنه رمى جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات ضحى يوم النحر، يكبر مع كل حصاة كل حصاة منها مثل حصا الخذف أو فوق الحمص قليلاً، فعن الفضل بن العباس رضي الله عنهما وكان رديف النبي من مزدلفة إلى منى قال فهبط يعني النبي مُحَسِّرًا فقَالَ «عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِى يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ» وَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الإِنْسَانُ السلسلة الصحيحة ، ويقول «يَا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ» السلسلة الصحيحة
وكَانَ يَرْمِى الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ فَيُسْهِلُ، فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلاً، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى كَذَلِكَ، فَيَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ، وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ قِيَامًا طَوِيلاً، فَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَلاَ يَقِفُ عِنْدَهَا البخاري
والأخطاء التي يفعلها بعض الحجاج في ذلك هي
اعتقادهم أنه لا بد من أخذ الحصا من مزدلفة
غسلهم للحصى، وهذا من التنطع
اعتقادهم أنهم برميهم الجمار يرمون الشياطين
رميهم الجمرات بحصى كبار وبالنعال والأحذية والأخشاب، وهذا خطأ كبير مخالف لما شرعه النبي لأمته
تقدمهم إلى الجمرات بعنف وشدة، لا يخشعون لله تعالى، ولا يرحمون عباد الله، فيحصل بفعلهم هذا من الأذية للمسلمين والإضرار بهم والمشاتمة والمضاربة ما يقلب هذه العبادة وهذا المشعر إلى مشهد مشاتمة ومقاتلة
تركهم الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق، وقد علمت أن النبي كان يقف بعد رميهما مستقبل القبلة رافعًا يديه يدعو دعاءً طويلاً
رميهم الحصى جميعًا بكف واحدة، وهذا خطأ فاحش، وقد قال أهل العلم إنه إذا رمى بكف واحدة أكثر من حصاة لم يحتسب له سوى حصاة واحدة
ظنهم أنه لا بد أن يرمي الشاخص وهو قد وُضع للعلامة فقط ، وإنما القصد أن تقع الحصاة في الحوض
زيادتهم دعوات عند الرمي لم ترد عن النبي
تهاونهم برمي الجمار بأنفسهم فتراهم يوكلون من يرمي عنهم مع قدرتهم على الرمي
طواف الوداع

ثبت في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما قَالَ «أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ، إِلاَّ أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ الْحَائِضِ» متفق عليه
والخطأ الذي يرتكبه بعض الحجاج هنا
نزولهم من منى يوم النفر قبل رمي الجمرات، فيطوفون للوداع، ثم يرجعون إلى منى فيرمون الجمرات، ثم يسافرون إلى بلادهم من هناك، وهذا لا يجوز؛ لأنه مخالف لأمر النبي أن يكون آخر عهد الحجاج بالبيت
مكثهم بمكة بعد طواف الوداع، فلا يكون آخر عهدهم بالبيت، وهذا خلاف ما أمر به النبي وبيَّنه لأمته بفعله
خروجهم من المسجد بعد طواف الوداع على أقفيتهم يزعمون بذلك تعظيم الكعبة، وهذا خلاف السنة بل هو من البدع
التفاتهم إلى الكعبة عند باب المسجد بعد انتهائهم من طواف الوداع ودعاؤهم هناك كالمودعين للكعبة، وهذا من البدع انظر فتاوى ابن عثيمين و بتصرف
فالواجب على المؤمن بالله ورسوله أن يكون في عباداته متبعًا لما جاء عن رسول الله فيها؛ لينال بذلك محبة الله ومغفرته، كما قال تعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ آل عمران ، واتباع النبي كما يكون في مفعولاته يكون كذلك في متروكاته، فمتى وُجد مقتضي الفعل في عهده ولم يفعله كان ذلك دليلاً على أن السنة والشريعة تركه، فلا يجوز إحداثه في دين الله تعالى ولو أحبه الإنسان وهَوِيَهُ، قال الله تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ المؤمنون
نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم، والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق